مشفى الأمل … استنفار كامل وتحدي كارثة القرن – WATAN

مشفى الأمل ... استنفار كامل وتحدي كارثة القرن

مابعد الساعة الرابعة وسبعة عشر دقيقة من صباح اليوم السادس من شهر شباط / فبراير كانت كل دقيقة أتت بعدها بألف عام، شبهت بالقيامة الصغرى، تحركت الأرض بشكل مخيف، وخلال لحظات قليلة مبان بأكملها سويت بالأرض, آلاف من الجرحى , أصوات الأنين من تحت ركام المنازل كان مخيفاً, فرق الإنقاذ استنفرت كامل طاقاتها بكل الوسائل والمعدات المتوفرة لديها رغم محدوديتها التي لم تكن مجهزة لهاذه الكارثة العظيمة.

مشفى الأمل واحد من المستشفيات القريبة من مدينة سلقين المنكوبة بهذا الزلزال وكان النقطة الطبية الأولى التي إستنفرت كادرها المناوبة بالإضافة لكافة فرقه العاملة فيه من غير المناوبين رغم مصابهم الكبير بأهلهم وأقربائهم إستجابوا فوراً للإسعافات الأولية والعمليات الجراحية للمصابين والجرحى كون المشفى يعتبر نقطة الإخلاء الأولى في المدينة حيث عمل في ليلة الكارثة على إجراء أكثر من (100) عملية جراحية كبرى وأكثر من (1000) خدمة إسعافية على مدار24 ساعة دون توقف.

الطبيب حسن جولاق : كان أحد الأطباء المناوبين ليلة الكارثة والذي حدثنا عن كمية الإصابات المرعبة حيث لم تستوعب الغرف الإسعافية أعداد المصابين وتم وضع المصابين ضمن صالات الاستقبال في المشفى بالرغم من الحالة النفسية السيئة لكوادر المشفى الذين لم يسعهم الوقت للاطمئنان عن صحة أولادهم وعائلاتهم ، وبحسب الطبيب فقد استنفرت كوادر المشفى كاملة فمنهم من كان في منزله وأتى دون تردد لمساندة زملائه وإنقاذ الأرواح, ويكمل د.حسن إن أصعب اللحظات كانت عند إخبارنا للمصاب بأن يده او قدمه سيتم بترها.

أما عن مهند وهو أحد الكوادر التمريضية الذي لم يكن قادراً على استيعاب حجم تلك الكارثة قال: خلال الفترة السابقة كان يحدث هزات أرضية خفيفة جداً ولم تكن بحجم زلزال 6 شباط, حيث كنت ذاهباً لأخذ بعض الراحة بعد يوم عمل متعب وعند الرابعة و17 دقيقة فجراً بدأ الزلزال المدمر وبدأت قوته التي استمرت لنحو دقيقة وثلاثون ثانية وعند إنتهائه لم نكن ندري حجم الحزن والفقد الذي قد سببته تلك الثواني .. نظرت إلى وجه زملائي أثناء إسعاف المصابين, لم يكن هنالك أي تفسير لما حدث فالناس قد ماتت أمام أعيننا، ومنهم من قد بترت قدمه ومنهم من فقد الكثير من الأعزاء على قلبه في مدينة سلقين التي هي واحدة من المدن الكثيرة في شمال غرب سوريا التي تعرضت لدمار كبير في الأبنية السكنية، وسجلت الآلاف من الوفيات والآلاف من الإصابات

واستنفرت وطن أيضا بنفس اللحظات كافة مؤسساتها الطبية في شمال غرب سوريا من المراكز الصحية إلى بنوك الدم التي إستنزفت كافة المعدات والمستلزمات المتوافرة لديهم لإنقاذ حياة المصابين جراء الزلزال, كما وأطلقت وطن حملة لجمع التبرعات عبر موقعها الرسمي و منصات التواصل الاجتماعي لدعم الكوادر الطبية و تأمين المسلتزمات والمعدات الطبية لضمان إستمرار العمل على تقديم تلك الخدمات على أكمل وجه.

الجدير بالذكر أن مشفى الأمل هو أحد النقاط الطبية التي يتم دعمه و إدارته من قبل البرنامج الطبي في منظومة وطن، تم إنشاؤه في عام 2013  والمشفى متخصص في الجراحات العظمية بكوادر طبية مميزة ونال المركز الأول من قبل منظمة خبراء الإغاثة لتميزه في تقديم الخدمات الصحية من بين 58 مؤسسة طبية عاملة في شمال غرب سوريا وفق المعايير المعتمدة في شبكة الرعاية الصحية.

ويعمل البرنامج الطبي في منظومة وطن على الحد من الوفيات وإنتشار الأمراض ، ويقدم الدعم المستدام للمرافق الطبية وكذلك الاستجابة للحالات الطارئة من خلال تغطية مرتبات العاملين بالمجال الطبي والتكاليف التشغيلية والأدوية والتنقلات والمواد الاستهلاكية فضلاً عن إعادة تأهيل المراكز المتأثرة بالحرب والمساهمة في بناء نظام صحي مستقر في سوريا من خلال تقديم المساعدات الإنسانية التي تتعلق بالصحة مع التركيز على أكثر الناس ضعفاً، بالإضافة إلى تعزيز التنسيق ونظم المعلومات الصحية، لتحسين فعالية الاستجابة الصحية المنقذة للحياة، حيث بلغ عدد المستفيدين من البرنامج الطبي حتى عام 2023 إلى أكثر من مليون وأربعمئة ألف مستفيد مباشر.

لدى  منظومة وطن ركائز مختلفة للمساعدة في تحقيق الهدف المتمثل في تحسين النظم الصحية المقدمة من خلال المرافق الصحية المجهزة تجهيزاً كاملاً مع الخدمات الطبية عالية الجودة، والعاملين الطبيين المدربين تدريباً جيداً، والاستجابة السريعة، ونظم المعلومات الصحية المناسبة (بما في ذلك تقارير الاختصاصات الطبية والأوبئة والأمراض المزمنة)، وتنفذ “وطن” المشاريع الطبية في معظم المناطق المحاصرة أو التي يصعب الوصول إليها حيث تكون الحاجة إلى الرعاية الصحية هي الأكبر، وتدعم خطة الاستجابة الطارئة في الإمدادات الطبیة والمعدات الطبیة الطارئة وإعادة تأھیل المرافق، ويقوم قسم التشخيص الصحي في “وطن” والمختبرات وخدمات الأشعة بزيادة مستوى الخدمات الصحية المقدمة

وواصلت “وطن” توسيع نطاق وصولها إلى المزيد من المناطق وزيادة المستفيدين من خلال السماح بالوصول إلى الحق الأساسي في الرعاية الصحية عبر إنشاء مركزين للتشخيص في عام 2017 وتقديم تدريب أكثر تخصصاً للكوادر داخل سوريا لزيادة خبرتهم

كما وتهدف “وطن” إلى أن تكون أول من ينفذ خططها المبتكرة للتصدي لحالات الطوارئ للتخفيف من بطء الإجراءات في الاستجابة.

DECLINE