اللحظات المرعبة الأولى للزلزال كانت واحدة على الجميع، ولكن النهاية مختلفة، نهاية عصيبة ومؤلمة للناجين المشردين الخائفين العاجزين عن إعادة استرجاع أنفاسهم بين الشهيق والزفير تملأ الدنيا ضياعاً وحيرة و شتاتاً، خرجوا هائمين على وجوههم سكارى وماهم بسكارى و وقع الكارثة والفاجعة كان أليماً وشديداً.

كان لمدينتي سلقين وجنديرس النصيب الأكبر من الكارثة التي سببت دماراً كبيراً في الأبنية والبنى التحتية, إضافة الى تشريد العوائل التي استقرت ضمن المساجد والحدائق والمزارع المحيطة بمنازلهم المدمرة ومنها المهددة بالسقوط. ولم يكن حال تلك المدن الأخرى أفضل, ف العديد من الأبنية السكنية قد سقطت فوق رؤوس ساكنيها ومنهم من بقي ينتظر سماع صوت أنين أطفاله تحت الركام ومنهم من فقد حياته في تلك اللحظات التي كانت كالحلم.

ورغم أن فرق وطن الميدانية فقدوا أحد زملائهم في الفريق نتيجة الزلزال المدمر مع العديد من أقاربهم وأصدقائهم وجيرانهم ورغم أن بعض عائلاتهم باتت دون مأوى وبعضهم وضع في مأوى مؤقت لم يمنعهم كل ذلك من أن يكونوا في الصفوف الأمامية وعلى قدر المسؤولية في الاستجابة وتأمين المأوى للعوائل التي تفترش الحدائق وتلتجئ للمساجد كمأوى لهم فيدرجات حرارة متدنية للغاية, حيث عملت فرق وطن الميدانية في برنامج الماوى على إنشاء المراكز المؤقتة في :

أريحا: الحديقة العامة / سرمدا: مخيم الكمونة / التوامة: مخيم ريف المهندسين / جنديرس: حج اسكندر/ كللي: كراج كللي / أطمة: مخيم كفرنبودة / حارم: حارم المدينة / معرة مصرين: المدينة / جسر الشغور: بلدة الملند / الأتارب: المدرسة الشمالية – مدرسة الصناعة / صوران المدينة / جنديرس المدينة

حيث قاموا بتجهيز (٩٠٠) وحدة في تلك المراكز مع القدرة على التوسع واستيعاب عدد أكبر إذا اقتضت الحاجة إليها, كما عمل فريق إدارة برنامج المأوى على التواصل مع الجهات المانحة المهتمة بدعم مشاريع المأوى بهدف تأمين وحدات سكنية إضافية بشكل عاجل لتأمين الإحتياجات الأساسية للمتضررين من الزلزال من سكن ومواد تدفئة والتوابع المهمة.

كما أطلقت وطن مع بدء الكارثة في السادس من شباط حملة لجمع التبرعات عبر موقعها الرسمي و منصات التواصل الاجتماعي تهدف الى تقديم الدعم العاجل في كافة الخدمات الأساسية كالمسكن الامن والدفء والغذاء للعوائل المتضررة ضمن مناطق الشمال السوري وتركيا

عملت وطن خلال الفترة الماضية قبل الكارثة على إنشاء مجمع دار الكرام المؤلف من وحدات سكنية (كرفانات) مسبقة الصنع وتحسين البنية التحتية في المخيم لضمان العيش الامن والكريم لسكانه, كما وقدمت مشاريع تشمل بناء الوحدات السكنية مسبقة الصنع RHUs في مناطق متعددة في شمال غرب سوريا

إن برنامج المأوى والمواد غير الغذائية في منظومة وطن يهدف إلى توفير المأوى الآمن للنازحيين داخلياً بتوفير ظروف معيشية صحية تتسم بالخصوصية والكرامة لمجموعات من الناس والأسر. ويحدث ذلك بأشكال مختلفة مثل المخيمات، والإسكان المؤقت أو الدائم. وتشمل المكونات الأخرى للبرنامج توزيع المواد غير الغذائية الخاصة بالحياة اليومية مثل الملابس الموسمية ومعدات الطهي ومجموعات المأوى والمدافئ

وقد تم إطلاق أول برنامج غير غذائي في نهاية عام 2012، نتيجة للتبرعات التي تم جمعها، مما نتج عن توزيع 3000 بطانية و 10000 كيس للنوم للنازحين. إلى جانب هذا المشروع في نفس العام، واصلت “وطن” توزيع 4000 بطانية في 20 منطقة في طرابلس، لبنان لمساعدة اللاجئين الذين هم في أمس الحاجة إلى متطلبات الشتاء الأساسية، ومنذ ذلك الحين قطع برنامج المأوى والمواد غير الغذائية في وطن شوطاً طويلاً منذ عام 2016، وقد توسع بشكل كبير في شمال وشمال غرب سوريا ويعمل على تأمين مجموعات الطوارئ مثل الخيام والبطانيات وأدوات المطبخ والقطن للنازحين الجدد. ويعمل على إنشاء مساكن مؤقتة و بناء قرى سكنية بالإضافة إلى إعادة تأهيل المنازل المتضررة، حيث بلغ عدد المستفيدين من برنامج المأوى والمواد غير الغذائية في وطن حتى عام 2023 إلى أكثر من  مليون وسبعمئة ألف مستفيد

وتماشياً مع بناء القدرات، يسعى برنامج المأوى والمواد غير الغذائية إلى زيادة تطوير شبكة الاستجابة السريعة لتوسيع نطاق التغطية من أجل الوصول إلى مناطق يسهل الوصول إليها، وبالتالي زيادة عدد المستفيدين، بغية تحقيق نتائج مستدامة.