رحلة سجى… أمل من القلب لمرضى التلاسميا – WATAN

رحلة سجى... أمل من القلب لمرضى التلاسميا

في عالم مليء بقصص معاناة المجتمع وتحدياته المستمرة، تذهب أنظارنا إلى قصة بارزة – قصة بطولة وإصرار لاتعرف حدودًا. هذه هي قصة سجى، وهي فتاة تبلغ من العمر تسع سنوات واجهت مرض الثلاسيميا بكل شجاعة وعزم.

تتكشف رحلة سجى على خلفية بلدة محاصرة، حيث تتشابك ويلات الحرب وعبء مرض الثلاسيميا لخلق قصة تتحدىالصعاب. بعد أن أُجبرت سجى وعائلتها على الفرار من منزلهم، وجدت نفسها لا تكافح من أجل البقاء فحسب، بلتكافح أيضًا من أجل العثور على العلاج المناسب لحالتها.

لم يدخر والد سجى جهدًا في سبيل البحث عن العلاج المناسب لابنته. عبر رحلةٍ مضنيةٍ وطويلةٍ من البحث المتواصل،يقول: “كنا نبحث عن مراكز العلاج المتخصصة بلا كلل. كانت العوائق كثيرة – المسافات الطويلة والمرافق الطبيةالمحدودة – لذا الوصول إلى العلاج الملائم لسجى كان أمرًا صعبًا. ولكن، لم نستسلم، بل واصلنا البحث”.

قادهم بحثهم إلى مركز “وطن 3” في إدلب، حيث تلقت سجى أخيراً الرعاية والحنان الذي كانت تتوق إليه. وهناك، تمتشخيص حالتها بدقة، ووضع خطة علاجية شاملة من شأنها أن تغير مسار حياتها.

ومع عمليات نقل الدم المنتظمة وإعطاء الأدوية اللازمة، بدأت صحة سجى في التحسن – وهو التطور الذي جلب فرحةكبيرة لقلب والديها. ومع ذلك، فإن التحدي المتمثل في ضمان إمدادات ثابتة من وحدات الدم لحالتها لا يزال قائما. وبفضل مشروع شبكة بنك الدم المدعوم من منظومة وطن، تم التغلب على هذا التحدي، وأصبح مصدر موثوق لوحداتالدم متاحًا ليس لسجى فحسب، بل للآخرين المحتاجين أيضًا.

وتمتد الخدمات التي يقدمها مشروع شبكة بنك الدم إلى ما هو أبعد من الرعاية الطبية الأساسية. وهي تشمل فصائلالدم، وهي خدمة مبتكرة قدمتها “وطن” لضمان التوافق بين الدم المنقول وفصيلة دم المريض، وبالتالي تقليل مخاطرحدوث مضاعفات.

وسرعان ما أصبحت سجى رفيقةً مُقربةً لفريق الممرضين في مركز العلاج من التلاسيميا، حيث يستقبلونها بكل حفاوة ودفء عند كل عملية نقل دم. تميزت كل زيارة بلحظات من الدعم والتشجيع الذي يقدمه الكادر الطبي في المركز بكل لطف وحنان. فقد أصبحت جزءًا لا يتجزأ من روتينهم، بل من قلوبهم.

يقول والد سجى معربًا عن امتنانه للرعاية التي تلقتها ابنته: “لقد منحتوتنا الأمل في شفاءها. لم أتوقع أبدًا مثل هذهالرعاية والدعم. شكرًا لكم لأنكم لم تكونوا فقط فريقًا طبيًا، بل كنتم عائلة ثانية لابنتي”.

تعتبر قصة سجى بمثابة تذكير قوي بأن القوة الحقيقية غالبًا ما تتواجد في أوقات الضعف والشدة. إنها شهادةعلى قوة الشجاعة والإصرار في تحويل التحديات إلى فرص للنجاح والنمو. وكما قال الشاعر الأميركي رالف والدوإيمرسون ذات مرة: “إن ما يكمن خلفنا وما ينتظرنا هو أمور صغيرة مقارنة بما يكمن في داخلنا”.

وبينما نتأمل رحلة سجى، دعونا لا نبقى مجرد متفرجين. دعوا قصتها تلهمنا لاتخاذ الإجراءات اللازمة، ولمد يد العونللمحتاجين، والعمل معًا من أجل بناء عالم أكثر تعاطفاً وشمولاً. معًا، يمكننا إنشاء مجتمع يستطيع فيه الجميع العيشبكرامة وبصحة جيدة.

دعونا نتكاتف، ويساهم كل منا بقدراته وموارده الفريدة، لجعل هذه الرؤية حقيقة.

DECLINE