إعادة الأمل للحياة…مشروع وطن: بناء المأوى في وجه الظروف القاسية – WATAN

إعادة الأمل للحياة...مشروع وطن: بناء المأوى في وجه الظروف القاسية

تقول ملالا يوسفزاي، “الإنسانية تعني القيام بالعمل، حتى لو كان ذلك بمفردك، لإنقاذ حياة شخص أو تخفيف معاناة شخص آخر”. ويتردد صدى هذا الشعور بعمق مع الزلزال الأخير الذي ضرب سوريا وتركيا في فبراير/شباط 2023،وهي الكارثة التي خلفت ندوباً دائمة في كلا البلدين. وإلى جانب الدمار المادي، جلب الزلزال تحديات هائلة، خاصة في تأمين الاحتياجات الأساسية مثل المأوى والغذاء.

وفي تركيا، وجد الكثيرون أنفسهم يعيشون في خيام قماشية غير مناسبة، ويكافحون من أجل البقاء وسط الظروف الجوية القاسية. ولم يؤدي الافتقار إلى البنية التحتية الأساسية إلا إلى تفاقم محنتهم. ومع ذلك، في مواجهة الشدائد،أطلقت وطن مشروعًا إنسانيًا مبتكرًا يهدف إلى توفير الإغاثة العاجلة للعائلات المتضررة في كهرمان مرعش وهاتاي وغازي عنتاب.

حجر الأساس في المشروع هو بناء وحدات سكنية مقاومة للزلازل، مصممة لاستيعاب 382 أسرة تقيم حالياً خارج التجمعات الرسمية. توفر هذه الوحدات ملاذًا آمنًا مجهزًا بجميع وسائل الراحة اللازمة بما في ذلك غرفة نوم وصالة وحمام ومطبخ مجهز بالكامل. علاوة على ذلك، تم دمج مساحات الأطفال والمناطق المجتمعية والمساحات الخضراء، ممايعزز الشعور بالمجتمع والرفاهية بين السكان.

على الرغم من التحديات اللوجستية، فإن التزام وطن الثابت تجاه المستفيدين يبرز بوضوح. حيث تم تصميم الوحدات المتخصصة بدقة لضمان إمكانية الوصول للأشخاص ذوي الإعاقة، وتتميز بأبواب واسعة للوصول إلى الكراسي المتحركة، ومساحات مخصصة للمعدات الطبية، وحمامات يمكن الوصول إليها. تؤكد هذه الشمولية تفاني وطن في توفير المأوى الكريم للجميع، بغض النظر عن ظروفهم.

علاوة على ذلك، يتجاوز المشروع مجرد توفير المأوى. تقدم وطن خدمات مجانية لتثقيف الأسر المتضررة حول كيفية الانتقال إلى حياة جديدة بعيداً عن الخيام، إلى جانب التدريب على الإسعافات الأولية والسلامة. ولا تعالج هذه الجهود الاحتياجات الفورية فحسب، بل تعمل أيضًا على تمكين المجتمعات من إعادة بناء حياتها بمرونة وكرامة.

وكما يقول جورج هربرت “لا ينبغي لنا أن ننتظر الظروف المثالية لبدء العمل، بل يجب أن نستخدم ما لدينا ونبدأ الآن”. تجسد وطن هذه الروح، وتتخذ خطوات استباقية لمساعدة المحتاجين، حتى في مواجهة الشدائد. ومن خلال نهجه االمبتكر، لا تقوم وطن بإعادة بناء المنازل فحسب؛ إنها تعيد بناء الحياة وتعزز الأمل بمستقبل أكثر إشراقا.

يجسد هذا المشروع الجوهر الحقيقي للإنسانية: الرغبة في الوقوف معًا ودعم بعضنا البعض في أوقات الأزمات. وبينما نواصل جهودنا الإنسانية، دعونا نتذكر أن أعمالنا، مهما كانت صغيرة، يمكن أن يكون لها تأثير كبير على المحتاجين.

إن إنجازات وطن في أعقاب الزلزال هي بمثابة شهادة على قوة التضامن والتعاون والعمل السريع. معًا، يمكننا بناء مستقبل أفضل للجميع، مستقبل مليء بالرحمة واللطف والدعم الثابت للإنسانية.

DECLINE